سبب نزول سوره اسرا آیه 1

از اسلامیکا
پرش به ناوبری پرش به جستجو
سبب نزول آیه اول سوره إسراء

آیه مربوط به سبب ‌نزول

«سُبْحانَ الَّذي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ الْبَصير» (الإسراء، 1) (منزّه است آن [خدايى‏] كه بنده‏اش را شبانگاهى از مسجد الحرام به سوى مسجد الأقصى - كه پيرامون آن را بركت داده‏ايم - سير داد، تا از نشانه‏هاى خود به او بنمايانيم، كه او همان شنواى بيناست.)[۱]

خلاصه سبب نزول

آیه نخست سوره إسراء به ماجرای معراج اشاره می­کند. بر اساس گزارش‌های بسیاری، خداوند در شبانگاهی پیامبر (صلوات الله و سلامه علیه) را از مسجد الحرام در مکه به مسجد الاقصی در بیت المقدس سیر، و از آنجا به آسمان عروج داد و نشانه‌های عظمت خداوند و برخی دیگر از امور مربوط به معارف دین را به ایشان نمایاند.

ماجرای یادشده از لحاظ سندی صحیح است و محققان اسلامی برای نمایش درستی روایات مربوط به معراج پیامبر (صلوات الله و سلامه علیه) از تعابیر گوناگونی همچون: تواتر، مشهور و اجماع استفاده کرده‌اند. تناسب زمانی میان داستان معراج با زمان نزول سوره اسراء، سازگاری محتوا میان گزارش یادشده با آیه نخست سوره اسراء و اینکه شماری از مورخان و عمده مفسران آن را نقل کرده­اند، از دلایل صحت این سبب نزول شمرده شده است.

بررسی تفصیلی سبب نزول

سبب نزول (سیر شبانه پیامبر از مسجد الحرام به مسجد ‌الاقصی و عروج به آسمان‌ها)(ر.ک. مستند 1)

آيه نخست سوره إسراء درباره معراج پیامبر (صلوات الله و سلامه علیه) نازل شده است. بر اساس روایات، زمانی­که حضرت در مکه بود به قدرت خداوند از مسجد الحرام به مسجد الاقصی، در بیت ‌المقدس سفر و از آنجا به آسمان عروج کرد. ایشان در این سفر آسمانی به اذن خدا نشانه‌های عظمت پروردگار، پيامبران، عرش، سدرة المنتهى و بهشت و جهنم را دید.‏[۲] مصادر یادشده به سببیت ماجرا برای نزول آیه نخست سوره إسراء تصریح نکردند؛ ولی تشریح داستان معراج ذیل آیه یادشده نشانه‌ای بر نظارت آیه بر ماجراست.‬

مصادر سبب نزول

مصادری که با اندکی اختلاف سبب نزول را نقل کرده­اند:

  1. تفسیر مقاتل (زیدی، قرن 2، تفسیر روایی)؛
  2. صحیح البخاری (سنی، قرن 3، حدیثی)؛
  3. تفسیر عبد الرزاق (سنی، قرن3، تفسیر روایی)؛
  4. تفسیر القمی (شیعه، قرن3، تفسیر روایی)؛
  5. التفسیر (عیاشی) (شیعه، قرن4، تفسیر روایی)؛
  6. تفسیر القرآن العظیم (ابن ابی حاتم) (سنی، قرن 4، تفسیر روایی)؛
  7. تفسیر بحر العلوم (سنی، قرن 4، تفسیر روایی)؛
  8. جامع البیان (سنی، قرن 4، تفسیر روایی - اجتهادی)؛
  9. الامالی (صدوق) (شیعه، قرن4، حدیثی)؛
  10. التبیان (شیعه، قرن 5، تفسیر روایی - اجتهادی)؛
  11. الکشف و البیان (سنی، قرن 5، تفسیر روایی)؛
  12. تفسیر القرآن العظیم (ابن کثیر) (سنی، قرن 8، تفسیر روایی).


بررسی سبب نزول(ر.ک. مستند 2)

محققان اسلامی برای درستی روایات مربوط به معراج که عمده مفسران گزارش­ها را ذیل آیه نخست سوره اسراء ذکر کرده‌اند، از تعابیر گوناگونی بهره برده‌اند: تواتر (روایات به حدّی است که احتمال تبانی بر کذب، خطا و لغزش راویان نیست.)،‏[۳] مشهور‏[۴] و اجماع.‏[۵]

شواهد پیوند داستان معراج با آیه نخست سوره اسراء: 1. محتوای گزارش، همچون مفاد آيه نخست سوره اسراء مسأله معراج پیامبر (صلوات الله و سلامه علیه) و سیر شبانه ایشان از مسجد الاحرام به مسجد الاقصی را بیان کرده است. این تناسب به حدّی روشن است که هرگونه شبهه و انکار را نفی می‌کند؛ 2. هماهنگی داستان معراج با زمان نزول سوره اسراء. هم سوره اسراء از سوره‌های نازل شده در مکه است‏[۶] و هم ماجرای معراج در مکه و پیش از هجرت پیامبر (صلوات الله و سلامه علیه) رخ داده است؛‏[۷] 3. بسیاری از مورخان و سیره‌نگاران ماجرا را نقل کرده‌اند. تعدادی از آنها روایت را با ذکر آیه نخست سوره اسراء آورده‏[۸] و شماری هنگام بیان ماجرای معراج به آیه یادشده اشاره نکرده؛ اما همچون آیه نقل کرده‌اند که سفر پیامبر (صلوات الله و سلامه علیه) از مسجد الحرام به مسجد الاقصی مقدمه معراج ایشان بوده است؛‏[۹] 4. عمده مفسران به ذکر روایات معراج ذیل آیه نخست سوره إسراء اهتمام داشته‌اند و افزون بر مصادر یادشده طبرسی،‏[۱۰] ابن عطیه،‏[۱۱] شوکانی،‏[۱۲] آلوسی،‏[۱۳] قاسمی[۱۴] طباطبایی‏[۱۵] و ابن عاشور اصل ماجرا را ذکر کرده، ولی گزارش خود را به روایتی مستند نساخته­اند.‏[۱۶]

مستندات

مستند 1

تفسير مقاتل بن سليمان، ج ‏2، ص 516 - 520: «و ذلك أن النبي- صلى اللّه عليه و سلم- أصبح بمكة ليلة أسرى به من مكة، فقال لأم هانئ بنة أبى طالب و زوجها هبيرة بن أبى وهب المخزومي. لقد رأيت الليلة عجبا. قالت: و ما ذلك؟ بأبى أنت و أمى. قال: لقد صليت فى مصلاي هذا صلاة العشاء، و صلاة الفجر، و صليت فيما بينهما فى بيت المقدس. فقالت: و كيف فعلت؟ قال أتانى جبريل- عليه السلام-: و قد أخذت مضجعي من الفراش قبل أن أنام و أخذ بيدي و أخرجنى من الباب، و ميكائيل- عليه السلام- بالباب و معه دابة فوق الحمار و دون البغل و وجهها كوجه الإنسان و خدها كخد الفرس و عرفها كعرف الفرس بلقاء سيلاء مضطربة الخلق لها جناحان ذنبها كذنب البقر و حافرها كأظلاف البقر خطوها عند منتهى بصرها كان سليمان بن داود- عليه السلام- يغدو عليها مسيرة شهر فحملاني عليها ثم أخذا يزفان بى حتى أتيت بيت المقدس، و مثل لي النبيون فصليت بهم و رأيت و رأيت. فلما أراد النبي- صلى اللّه عليه و سلم- أسرع، و الاسم الزفيف، [و زفت العروس إلى زوجها زفا] من باب قتل، و الاسم [الزفاف‏] مثل كتاب و هو إهداؤها إليه.أن يقوم فيخرج أخذت أم هانئ بحبرته قالت: أين تخرج؟ قال: أخرج إلى قريش، فأخبرهم بالذي رأيت فقالت: لا تفعل فواللّه ليجتران عليك المكذب و ليمترين فيك المصدق. قال: و إن كذبوني لأخرجن و نزع يدها من حبرته فخرج إلى المسجد، فإذا فيه شيوخ من شيوخ قريش جلوس فى الحجر. فقام عليهم فقال: ألا أحدثكم بالعجب. قالوا: أخبرنا فإن أمرك كله عجب. قال: لقد صليت فى هذا الوادي صلاة العشاء، و صلاة الفجر، و صليت فيما بينهما ببيت المقدس، و مثل لي النبيون فصليت بهم و كلمت بعضهم، فصدقه المؤمنون، و كذبه المشركون. فقال المطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف: ما ثكلتنى يدي على هذا الكذاب ألا لن أكون ذلك اليوم جزعا فآخذك بيدي أخذا، تخبرنا أنك صليت ببيت المقدس و رجعت من ليلتك و نحن لا نبلغه إلا فى أربعين ليلة بعد شق الأنفس، أشهد أنك كذاب ساحر، فبينما هم كذلك إذ جاء أبو بكر الصديق- رضوان اللّه عليه- فقالت قريش: يا أبا بكر ألا تسمع ما يقول صاحبك، يزعم أنه صلى العشاء الآخرة و الفجر بمكة، و صلى فيما بينهما ببيت المقدس، قال أبو بكر الصديق- رضى اللّه عنه-: إن كان قال ذلك فقد صدق و قال أبو بكر- رضى اللّه عنه- للنبي- صلىاللّه عليه و سلم-: بأبى أنت و أمى حدثني عن باب بيت المقدس، و عن البيت و عن سواريه و عن الصخرة و عن هذا كله. فأخبره النبي- صلى اللّه عليه و سلم- فالتزمه أبو بكر فقال: أشهد أنك صادق. فسمى يومئذ الصديق اسمه عتيق ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن مرة فقال المسلمون: يا رسول اللّه، كيف رأيت الأنبياء- عليهم السلام-؟ قال: رأيت عيسى بن مريم- صلى اللّه عليه و سلم- رجلا أبيض فوق الربعة و دون الطويل ظاهر الدم عريض الصدر جعد الرأس يعلوه صهوبة، أشبه الناس بعروة بن معتب الثقفي. و رأيت موسى- عليه السلام- رجلا طويلا آدم شديد الأدمة ضرب اللحم سبط الشعر أشعر كأنه من رجال أزد شنوءة لو لبس قميصين لرؤى شعره منهما. و رأيت إبراهيم- عليه السلام- أشبه الناس بى خلقا و خلقا فبدأني بالسلام و المصافحة و الترحم. و رأيت الدجال رجلا جسيما لحيما آدم جعد الرأس كث اللحية ممسوح العين أحلى الجبهة براق الثنايا مكتوب بين عينيه كافر، شبيه بفطن بن عبد العزى. و رأيت عمرو بن ربيعة بن يحيى بن قمعة بن خندف الخزاعي، و الحارث ابن كعب بن عمرو و عليهما و فرة يجران قصبهما فى النار يعنى أمعاء هما. قيل للنبي- صلى اللّه عليه و سلم-: و لم؟ قال: لأنهما أول من سيبا السائبة، و اتخذا البحيرة و الوصيلة و الحام، و أول من سميا اللات و العزى، و أمرا بعبادتهما، و غيرا دين الحنيفية ملة إبراهيم- عليه السلام- و نصبا الأوثان حول الكعبة، فأما عمرو بن ربيعة فهو رجل قصير أشبه الناس به هذا يعنى أكثم بن الجون الخزاعي. فقال أكثم: يا رسول اللّه أ يضرنى شبهه؟ قال: لا أنت مؤمن و هو كافر، فقال رجل من كفار قريش للمطعم بن عدى: عجلت على ابن أخيك، ثم قال كهيئة المستهزئ: رويدك يا محمد حتى نسألك عن عيرنا: هل رأيتها فى الطريق؟ قال: نعم. قال: فأين رأيتها؟ قال: رأيت عير بنى فلان بالروحاء نزولا قد ضلت لهم ناقة و هم فى طلبها فمررت على رجالهم و ليس بها أحد منهم، فوجدت فى إناء لهم ماء فشربت منه و توضأت، فاسألوهم إذا أتوكم، هل كان ذلك؟ قالوا: هذه آية. قال و مررت على عير بنى فلان، فى وادي كذا و كذا، فى ساعة كذا و كذا من الليل، و معى جبريل و ميكائيل- عليهما السلام- فنفرت منا إبلهم فوقعت ناقة حمراء فانكسرت فهم يجبرونها، فاسألوهم إذا أتوكم. هل كان ذلك؟ قالوا: نعم، هذه آية. قال رجل منهم: فأين تركت عيرنا؟ قال: تركتها بالتنعيم قبيل، قال: فإن كنت صادقا فهي قادمة الآن. قال: نعم. قال: فأخبرنا بعدتها و أحمالها و ما فيها. قال: كنت عن ذلك مشغولا غير أن برنسا كان لهم على البعير الذي يقدم الركب فسقط البرنس فرجع حبشي من القوم فأصابه فوضعه على آخر الركاب. فاسألوهم، إذا أتوكم هل كان ذلك فبينا هو- صلى اللّه عليه و سلم- يحدثهم إذ مثل اللّه- عز و جل- له كل شي‏ء حتى نظر إلى عدتها و أحمالها و من فيها، فقال النبي- صلى اللّه عليه و سلم-: أين السائل آنفا عن إبله فإن عدتها و أحمالها و من فيها كذا و كذا و يقدمها جمل أورق و هي قادمة الآن فانطلقوا يسعون فإذا هي منحدرة من عتبة التنعيم، و إذا هي و أحمالها و عدتها و ما فيها كما قال النبي- صلى اللّه عليه و سلم.»

صحيح البخاري، ج 5، ص 52: «حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ: "بَيْنَمَا أَنَا فِي الحَطِيمِ، - وَرُبَّمَا قَالَ: فِي الحِجْرِ - مُضْطَجِعًا إِذْ أَتَانِي آتٍ، فَقَدَّ: قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ - فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصِّهِ إِلَى شِعْرَتِهِ - فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ، وَفَوْقَ الحِمَارِ أَبْيَضَ، - فَقَالَ لَهُ الجَارُودُ: هُوَ البُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ أَنَسٌ: نَعَمْ يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا فِيهَا آدَمُ، فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلاَمَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يَحْيَى وَعِيسَى، وَهُمَا ابْنَا الخَالَةِ، قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا، ثُمَّ قَالاَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ، قَالَ: هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي، حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الخَامِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى، قَالَ: هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِأَنَّ غُلاَمًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي، ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلاَمَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَرَ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَةِ، قَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ المُنْتَهَى، وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا البَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالفُرَاتُ، ثُمَّ رُفِعَ لِي البَيْتُ المَعْمُورُ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ: هِيَ الفِطْرَةُ الَّتِي أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي.»

تفسير عبد الرزاق، ج 2، ص 282: «عَنْ مَعْمَرٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] , قَالَ: حَدَّثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللُّهُ عَلَيُهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللُّهُ عَلَيُهِ وَسَلَّمَ: أُتِيتُ بِدَابَّةٍ هِيَ أَشْبَهُ الدَّوَابِّ بِالْبَغْلِ لَهُ أُذُنَانِ مُضْطَرِبَتَانِ , وَهُوَ الْبُرَاقُ الَّذِي كَانَتْ تَرْكَبُهُ الْأَنْبِيَاءُ قَبْلِي , فَرَكِبْتُهُ فَانْطَلَقَ تَقَعُ يَدُهُ عِنْدَ مُنْتَهَى بَصَرِهِ , فَسَمِعْتُ نِدَاءً عَنْ يَمِينِي يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ, فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ , ثُمَّ سَمِعْتُ نِدَاءً , عَنْ شِمَالِي يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكُ , فَمَضَيْتُ فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ , ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةِ الدُّنْيَا رَافِعَةً يَدَهَا تَقُولُ: عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكُ , فَمَضَيْتُ فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا , ثُمَّ أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ , أَوْ قَالَ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى , فَنَزَلْتُ عَنِ الدَّابَّةِ فَأَوْثَقْتُهَا بِالْحَلْقَةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا , ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: مَاذَا رَأَيْتَ فِي وَجْهِكَ؟ , فَقُلْتُ: سَمِعْتُ نِدَاءً عَنْ يَمِينِي أَنْ يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ , فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ , قَالَ: ذَاكَ دَاعِي الْيَهُودِ , أَمَا إِنَّكَ لَوْ وَقَفْتَ عَلَيْهِ تَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ , قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُ نِدَاءً عَنْ يَسَارِي أَنْ يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ , قَالَ: ذَلِكَ دَاعِي النَّصَارَى أَمَا إِنَّكَ لَوْ وَقَفْتَ عَلَيْهِ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ , ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةِ الدُّنْيَا رَافِعَةً يَدَيْهَا تَقُولُ: عَلَى رِسْلِكَ يَا مُحَمَّدُ أَسْأَلُكَ , فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا , قَالَ: تِلْكَ الدُّنْيَا تَزَيَّنَتْ لَكَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ وَقَفْتَ عَلَيْهَا اخْتَارَتْ أُمَّتُكَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ , ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ , أَحَدُهُمَا لَبَنٌ وَالْآخَرُ فِيهِ خَمْرٌ , فَقِيلَ لِي: اشْرَبْ أَيَّهُمَا , فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ , فَقَالَ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَوْ أَخَذْتَ الْفِطْرَةَ .»

تفسیر القمی، ج 2، ص 3 - 12: «فحكى أبي عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال جاء جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل بالبراق إلى رسول الله ص فأخذ واحد باللجام و واحد بالركاب و سوى الآخر عليه ثيابه فتضعضعت البراق فلطمها جبرئيل ثم قال لها اسكني يا براق فما ركبك نبي قبله و لا يركبك بعده مثله قال فرقت به و رفعته ارتفاعا ليس بالكثير و معه جبرئيل يريه الآيات من السماء و الأرض قال فبينا أنا في مسيري إذ نادى مناد عن يميني يا محمد فلم أجبه و لم ألتفت إليه ثم ناداني مناد عن يساري يا محمد فلم أجبه و لم ألتفت إليه ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها و عليها من كل زينة الدنيا فقالت يا محمد أنظرني حتى أكلمك فلم ألتفت إليها ثم سرت فسمعت صوتا أفزعني فجاوزت به فنزل بي جبرئيل، فقال صل فصليت فقال أ تدري أين صليت فقلت لا فقال صليت بطيبة و إليها مهاجرتك، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لي انزل و صل فنزلت و صليت، فقال لي أ تدري أين صليت فقلت لا، فقال صليت بطور سيناء حيث كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى‏ تَكْلِيماً ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لي انزل فصل فنزلت و صليت فقال لي أ تدري أين صليت فقلت لا، قال صليت في بيت لحم بناحية بيت المقدس، حيث ولد عيسى ابن مريم ع ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس فربطت البراق بالحلقة التي كانت الأنبياء تربط بها فدخلت المسجد و معي جبرئيل إلى جنبي فوجدنا إبراهيم و موسى و عيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا إلي و أقمت الصلاة و لا أشك إلا و جبرئيل استقدمنا، فلما استووا أخذ جبرئيل ع بعضدي فقدمني فأممتهم و لا فخر، ثم أتاني الخازن بثلاث أواني، إناء فيه لبن و إناء فيه ماء و إناء فيه خمر، فسمعت قائلا يقول إن أخذ الماء غرق و غرقت أمته، و إن أخذ الخمر غوى و غوت أمته و إن أخذ اللبن هدي و هديت أمته، فأخذت اللبن فشربت منه فقال جبرئيل هديت و هديت أمتك ثم قال لي ما ذا رأيت في مسيرك فقلت ناداني مناد عن يميني فقال لي أ و أجبته فقلت لا و لم ألتفت إليه، فقال ذاك داعي اليهود لو أجبته لتهودت أمتك من بعدك ثم قال ما ذا رأيت فقلت ناداني مناد عن يساري فقال أ و أجبته فقلت لا و لم ألتفت إليه، فقال ذاك داعي النصارى لو أجبته لتنصرت أمتك من بعدك ثم قال ما ذا استقبلك فقلت لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كل زينة فقالت يا محمد أنظرني حتى أكلمك، فقال لي أ فكلمتها فقلت لم أكلمها و لم ألتفت إليها، فقال تلك الدنيا و لو كلمتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة، ثم سمعت صوتا أفزعني فقال جبرئيل أ تسمع يا محمد قلت نعم قال هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاما فهذا حين استقرت، قالوا فما ضحك رسول الله ص حتى قبض قال فصعد جبرئيل و صعدت معه إلى سماء الدنيا و عليها ملك يقال له إسماعيل و هو صاحب الخطفة التي قال الله عز و جل «إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ» و تحته سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك، فقال يا جبرئيل من هذا معك فقال: محمد ص قال و قد بعث قال نعم ففتح الباب فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و قال مرحبا بالأخ الناصح و النبي الصالح و تلقتني الملائكة حتى دخلت سماء الدنيا فما لقيني ملك إلا كان ضاحكا مستبشرا حتى لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه كريه المنظر ظاهر الغضب، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء إلا أنه لم يضحك و لم أر فيه من الاستبشار و ما رأيت ممن ضحك من الملائكة، فقلت من هذا يا جبرئيل فإني قد فزعت فقال يجوز أن تفزع منه، و كلنا نفزع منه هذا مالك خازن النار لم يضحك قط و لم يزل منذ ولاه الله جهنم يزداد كل يوم غضبا و غيظا على أعداء الله و أهل معصيته فينتقم الله به منهم و لو ضحك إلى أحد قبلك أو كان ضاحكا لأحد بعدك لضحك إليك و لكنه لا يضحك، فسلمت عليه فرد علي السلام و بشرني بالجنة، فقلت لجبرئيل و جبرئيل بالمكان الذي وصفه الله مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ، أ لا تأمره أن يريني النار فقال له جبرئيل يا مالك أر محمدا.

النار، فكشف عنها غطاءها و فتح بابا منها، فخرج منها لهب ساطع في السماء و فارت فارتعدت حتى ظننت ليتناولني مما رأيت، فقلت له يا جبرئيل قل له فليرد عليها غطاءها فأمرها، فقال لها ارجعي فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه.

ثم مضيت فرأيت رجلا أدما جسيما فقلت من هذا يا جبرئيل، فقال هذا أبوك آدم فإذا هو يعرض عليه ذريته فيقول روح طيب و ريح طيبة من جسد طيب ثم تلا رسول الله ص سورة المطففين على رأس سبع عشرة آية «كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ» إلى آخرها، قال فسلمت على أبي آدم و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي، و قال مرحبا بالابن للصالح و النبي الصالح و المبعوث في الزمن الصالح. ثم مررت بملك من الملائكة و هو جالس و إذا جميع الدنيا بين ركبتيه و إذا بيده لوح من نور فيه كتاب ينظر فيه و لا يلتفت يمينا و لا شمالا مقبلا عليه كهيئة الحزين فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا ملك الموت دائب في قبض الأرواح فقلت يا جبرئيل أدنني منه حتى أكلمه، فأدناني منه فسلمت عليه، و قال له جبرئيل هذا محمد نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد فرحب بي و حياني بالسلام و قال أبشر يا محمد فإني أرى الخير كله في أمتك فقلت الحمد لله المنان ذي النعم على عباده ذلك من فضل ربي و رحمته علي، فقال جبرئيل هو أشد الملائكة عملا فقلت أ كل من مات أو هو ميت فيما بعد هذا تقبض روحه قال نعم قلت تراهم حيث كانوا و تشهدهم بنفسك فقال نعم، فقال ملك الموت ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي و مكنني منها إلا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء و ما من دار إلا و أنا أتصفحها كل يوم خمس مرات و أقول إذا بكى أهل الميت على ميتهم لا تبكوا عليه فإن لي فيكم عودة و عودة حتى لا يبقى منكم أحد، فقال رسول الله ص كفى بالموت طامة يا جبرئيل فقال جبرئيل إن ما بعد الموت أطم و أطم من الموت.

قال ثم مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب و لحم خبيث يأكلون الخبيث و يدعون الطيب، فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الذين يأكلون الحرام و يدعون الحلال و هم من أمتك يا محمد، فقال رسول الله ص ثم رأيت ملكا من الملائكة جعل الله أمره عجبا نصف جسده نار و النصف الآخر ثلج فلا النار تذيب الثلج و لا الثلج يطفئ النار و هو ينادي بصوت رفيع يقول سبحان الذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج و كف برد هذا الثلج فلا يطفئ حر هذه النار اللهم يا مؤلف بين الثلج و النار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين، فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا ملك وكله الله بأكناف السماوات و أطراف الأرضين و هو أنصح ملائكة الله تعالى لأهل الأرض من عباده المؤمنين يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، و ملكان يناديان في السماء أحدهما يقول اللهم أعط كل منفق خلفا و الآخر يقول اللهم أعط كل ممسك تلفا.

ثم مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر الإبل يقرض اللحم من جنوبهم و يلقى في أفواههم فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الهمازون اللمازون ثم مضيت فإذا أنا بأقوام ترضخ رءوسهم بالصخر، فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الذين ينامون عن صلاة العشاء ثم مضيت فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم و تخرج من أدبارهم، فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه فقلت من هؤلاء يا جبرئيل قال هؤلاء الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ فإذا هم مثل آل فرعون يعرضون على النار غُدُوًّا وَ عَشِيًّا يقولون ربنا متى تقوم الساعة قال ثم مضيت فإذا أنا بنسوان معلقات بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء اللواتي يورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم ثم قال رسول الله ص اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم فاطلع على عوراتهم و أكل خزائنهم.

قال ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عز و جل خلقهم الله كيف شاء و وضع وجوههم كيف شاء ليس شي‏ء من أطباق أجسادهم إلا و هو يسبح الله و يحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة أصواتهم مرتفعة بالتحميد و البكاء من خشية الله فسألت جبرئيل عنهم، فقال كما ترى خلقوا إن الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمه قط و لا رفعوا رءوسهم إلى ما فوقها و لا خفضوها إلى ما تحتهم خوفا من الله خشوعا فسلمت عليهم فردوا علي إيماء برءوسهم لا ينظرون إلي من الخشوع فقال لهم جبرئيل هذا محمد نبي الرحمة أرسله الله إلى العباد رسولا و نبيا و هو خاتم النبيين و سيدهم أ فلا تكلمونه قال فلما سمعوا ذلك من جبرئيل أقبلوا علي بالسلام و أكرموني و بشروني بالخير لي و لأمتي.

قال ثم صعد بي إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان فقلت من هذان يا جبرئيل فقال لي أبناء الخالة يحيى و عيسى ابن مريم فسلمت عليهما و سلما علي و استغفرت لهما و استغفرا لي و قالا مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح و إذا فيها من الملائكة مثل ما في السماء الأولى و عليهم الخشوع قد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك إلا يسبح لله و يحمده بأصوات مختلفة.

ثم صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه على سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا أخوك يوسف فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و قال مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح و المبعوث في الزمن الصالح، و إذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولى و الثانية، و قال لهم جبرائيل في أمري ما قال للآخرين و صنعوا بي مثل ما صنع الآخرون.

ثم صعدنا إلى السماء الرابعة و إذا فيها رجل، قلت من هذا يا جبرئيل قال هذا إدريس رفعه الله مَكاناً عَلِيًّا فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة عليهم من الخشوع مثل ما في السماوات، فبشروني بالخير لي و لأمتي، ثم رأيت ملكا جالسا على سرير تحت يديه سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك فوقع في نفس رسول الله‏ص أنه هو، فصاح به جبرئيل فقال قم فهو قائم إلى يوم القيامة، ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلا أعظم منه حوله ثلة من أمته فأعجبتني كثرتهم فقلت من هذا يا جبرئيل، قال هذا المحبب في قومه هارون بن عمران فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات.

ثم صعدنا إلى السماء السادسة و إذا فيها رجل أدم طويل عليه سمرة و لو لا أن عليه قميصين لنفذ شعره منهما فسمعته يقول تزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على الله و هذا رجل أكرم على الله مني فقلت من هذا يا جبرائيل قال هذا أخوك موسى بن عمران، فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات.

ثم صعدنا إلى السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلا قالوا يا محمد احتجم و أمر أمتك بالحجامة، و إذا فيها رجل أشمط الرأس و اللحية جالس على كرسي فقلت يا جبرئيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله فقال هذا أبوك إبراهيم و هذا محلك و محل من اتقى من أمتك، ثم قرأ رسول الله ‏ص «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ» قال ص: فسلمت عليه و سلم علي و قال مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح و المبعوث في الزمن الصالح و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات، فبشروني بالخير لي و لأمتي.

قال رسول الله‏ص و رأيت في السماء السابعة بحارا من نور يتلألأ يكاد تلألؤها يخطف بالأبصار و فيها بحار مظلمة و بحار ثلج و رعد فلما فزعت و رأيت هؤلاء سألت جبرئيل فقال أبشر يا محمد و اشكر كرامة ربك و اشكر الله بما صنع إليك قال فثبتني الله بقوته و عونه حتى كثر قولي لجبرئيل و تعجبي، فقال جبرئيل يا محمد أ تعظم ما ترى إنما هذا خلق من ربك فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى، و ما لا ترى أعظم من هذا من خلق ربك، إن بين الله و بين خلقه سبعون [تسعون‏] ألف حجاب و أقرب الخلق إلى الله أنا و إسرافيل و بيننا و بينه أربعة حجب حجاب من نور و حجاب من ظلمة و حجاب من الغمام و حجاب من الماء، قال و رأيت من العجائب التي خلق الله سبحانه و سخر به على ما أراده ديكا رجلاه في تخوم الأرضين السابعة و رأسه عند العرش و ملكا من ملائكة الله خلقه كما أراد رجلاه في تخوم الأرضين السابعة ثم أقبل مصعدا حتى خرج في الهواء إلى السماء السابعة و انتهى فيها مصعدا حتى استقر قرنه إلى قرب العرش و هو يقول: سبحان ربي حيث ما كنت لا تدري أين ربك من عظم شأنه و له جناحان في منكبيه إذا نشرهما جاوزا المشرق و المغرب فإذا كان في السحر ذلك الديك نشر جناحيه و خفق بهما و صرخ بالتسبيح يقول: سبحان الله الملك القدوس، سبحان الله الكبير المتعال، لا إله إلا الله الحي القيوم، و إذا قال ذلك سبحت ديوك الأرض كلها و خفقت بأجنحتها و أخذت في الصراخ فإذا سكت ذلك الديك في السماء سكتت ديوك الأرض كلها و لذلك الديك زغب أخضر و ريش أبيض كأشد بياض ما رأيته قط و له زغب أخضر أيضا تحت ريشه الأبيض كأشد خضرة ما رأيتها.

ثم قال مضيت مع جبرئيل فدخلت البيت المعمور فصليت فيه ركعتين و معي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد و آخرون عليهم ثياب خلقان فدخل أصحاب الجدد و حبس أصحاب الخلقان ثم خرجت فانقاد لي نهران نهر يسمى الكوثر، و نهر يسمى الرحمة فشربت من الكوثر و اغتسلت من الرحمة ثم انقادا لي جميعا حتى دخلت الجنة فإذا على حافتيها بيوتي و بيوت أزواجي و إذا ترابها كالمسك فإذا جارية تنغمس في أنهار الجنة فقلت لمن أنت يا جارية «فقالت لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت، و إذا بطيرها كالبخت و إذا رمانها مثل الدلاء العظام، و إذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها تسع مائة سنة، و ليس في الجنة منزل إلا و فيها فرع منها فقلت ما هذه يا جبرئيل فقال هذه شجرة طوبى، قال الله طُوبى‏ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ، قال رسول الله ص فلما دخلت الجنة رجعت إلى نفسي فسألت جبرئيل عن تلك البحار و هولها و أعاجيبها قال هي سرادقات الحجب التي احتجب الله بها و لو لا تلك الحجب لهتك نور العرش كل شي‏ء فيه، و انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا الورقة منها تظل به أمة من الأمم فكنت منها كما قال الله تبارك و تعالى: «قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏» فناداني «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ» و قد كتبنا ذلك في سورة البقرة فقال رسول الله‏ص يا رب أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني، فقال الله قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي: «لا حول و لا قوة إلا بالله و لا منجى منك إلا إليك» قال و علمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت و أمسيت:

(اللهم إن ظلمي أصبح مستجيرا بعفوك و ذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك و ذلي أصبح مستجيرا بعزك و فقري أصبح مستجيرا بغناك و وجهي الفاني البالي أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفنى) ثم سمعت الأذان فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة فقال: الله أكبر الله أكبر فقال الله صدق عبدي أنا أكبر فقال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله فقال الله صدق عبدي أنا الله لا إله غيري، فقال: أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله فقال الله صدق عبدي أن محمدا عبدي و رسولي أنا بعثته و انتجبته، فقال: حي على الصلاة حي على الصلاة فقال صدق عبدي و دعا إلى فريضتي فمن مشى إليها راغبا فيها محتسبا كانت له كفارة لما مضى من ذنوبه، فقال: حي على الفلاح حي على الفلاح فقال الله هي الصلاح و النجاح و الفلاح، ثم أممت الملائكة في السماء كما أممت الأنبياء في بيت المقدس، قال ثم غشيتني صبابة فخررت ساجدا فناداني ربي إني قد فرضت على كل نبي كان قبلك خمسين صلاة و فرضتها عليك و على أمتك فقم بها أنت في أمتك، فقال رسول الله‏ص فانحدرت حتى مررت على إبراهيم فلم يسألني عن شي‏ء حتى انتهيت إلى موسى فقال ما صنعت يا محمد فقلت قال ربي فرضت على كل نبي كان قبلك خمسين صلاة و فرضتها عليك و على أمتك فقال موسى يا محمد إن أمتك آخر الأمم و أضعفها و إن ربك لا يرد عليك شيئا و إن أمتك لا تستطيع أن تقوم بها فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت إلى ربي حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى فخررت ساجدا ثم قلت فرضت علي و على أمتي خمسين صلاة و لا أطيق ذلك و لا أمتي فخفف عني فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع لا تطيق فرجعت إلى ربي فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع و في كل رجعة أرجع إليه أخر ساجدا حتى رجع إلى عشر صلوات فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال لا تطيق فرجعت إلى ربي فوضع عني خمسا فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال لا تطيق فقلت قد استحييت من ربي و لكن أصبر عليها فناداني مناد كما صبرت عليها فهذه الخمس. بخمسين كل صلاة بعشر، من هم من أمتك بحسنة يعملها كتبت له عشرة و إن لم يعمل كتبت واحدة و من هم من أمتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة و إن لم يعلمها لم أكتب عليه شيئا فقال الصادق ع جزى الله موسى عن هذه الأمة خيرا و هذا تفسير قول الله: «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ».»

كتاب التفسير، ج ‏2، ص 276 - 277: «عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر ع قال إن جبرئيل ع أتى بالبراق إلى النبي ص و كان أصغر من البغل و أكبر من الحمار مضطرب الأذنين عيناه في حوافره خطوته مد البصر.

عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لما أسري بالنبي ع أتي بالبراق و معها جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل، قال: فأمسك له واحد بالركاب، و أمسك الآخر باللجام، و سوى عليه الآخر ثيابه فلما ركبها تضعضعت، فلطمها جبرئيل ع و قال لها: قري يا براق فما ركبك أحد قبله مثله، و لا يركبك أحد بعده مثله إلا أنه تضعضعت عليه.»

تفسير القرآن العظيم (ابن أبي حاتم)، ج ‏7، ص 2309 - 2315: «حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا يونس بن بكير حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي يعني أبا جعفر الرازي عن الربيع بن أنس البكري عن أبى العالية أو غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قال: «جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم و معه ميكائيل فقال جبريل لميكائيل عليهما السلام: ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه و اشرح صدره، فشق عنه بطنه فغسله ثلاث مرات، و اختلف إليه ميكائيل عليه السلام بثلاث طساس من ماء زمزم فشرح صدره و نزع ما كان فيه من غل و ملأه حلما و علما و إيمانا و يقينا و إسلاما، و ختم بين كتفيه بخاتم النبوة، ثم أتاه بفرس فحمل عليه ... كل خطوة منه منتهى بصره فسار و سار معه جبريل، فأتى على قوم يزرعون في يوم و يحصدون في يوم ... كلما حصدوا عاد كما كان، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: يا جبريل، ما هذا ...!؟ قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف، و ما أنفقوا من شي‏ء فهو يخلفه، ثم أتى على قوم على إقبالهم رقاع و علي أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل و الغنم و يأكلون الضريع و الزقوم و رضف جهنم و حجارتها، قال: ما هؤلاء يا جبريل!؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم و ما ظلمهم الله شيئا، ثم أتى على قوم بين أيدهم لحم نضيج في قدر و لحم آخر نيئ خبيث فجعلوا يأكلون من النيئ الخبيث، و يتركون النضيج الطيب قلت: ما هؤلاء يا جبريل!؟ قال: هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح و المرأة، تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتي رجلا خبيثا تبيت معه حتى تصبح، ثم اتى على خشبة على الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته و لا شي‏ء إلا خرقته قال: ما هذا يا جبريل ...!!؟ قال: هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه، ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها و هو يزيد عليها فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل من أمتك يكون عليه أمانات الناس لا يقدر علي أدائها و هو يريد ان يحمل عليها، ثم أتى علي قوم تقرض ألسنتهم و شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شي‏ء قال: ما هؤلاء يا جبريل ..!؟ قال: هؤلاء خطباء الفتنة ثم أتى على حجر صغير يخرج من ثور عظيم، فجعل الثور يريد ان يرجع من حيث خرج فلا يستطيع قال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع ان يردها ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة باردة و ريح مسك، و سمع صوتا فقال: يا جبريل، ما هذا؟ قال: هذا صوت الجنة... تقول: يا رب، ائتني بما وعدتني، فقد كثرت غرفي و استبرقي و حريري و سندسي و عبقري و لؤلؤي و مرجاني و فضتي و ذهبي و اكوابي و صحافي و أباريقي و مراكبي و عسلي و مائي و لبني و خمري فائتني ما وعدتني فقال: لك كل مسلم و مسلمة و مؤمن و مؤمنة قالت: رضيت، ثم أتى على واد فسمع شكوى و وجد ريحا منتنة فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا صوت جهنم، تقول: رب ائتني بما وعدتني، فلقد كثرت سلاسلي و أغلالي و سعيري و حميمي و ضريعي و غساقي و عذابي، و قد بعد قعري و اشتد حري فائتني ما وعدتني قال: لك كل مشرك و مشركة و كافر و كافرة و كل خبيث و خبيثة و كل جبار لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ قالت: قد رضيت ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة ثم دخل فصلى مع الملائكة عليهم السلام فلما قضيت الصلاة قالوا: يا جبريل، من هذا معك؟ قال: محمد صلى الله عليه و سلم قالوا: و قد بعث إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ و من خليفة فنعم الأخ و نعم الخليفة نعم المجيئ جاء ثم لقى أرواح الأنبياء عليهم السلام فأثنوا على ربهم فقال إبراهيم عليه السلام: الحمد لله الذي اتخذني خليلا و أعطاني ملكا عظيما و جعلني أمة قانتا يؤتم بي و أنقذني من النار و جعلها عليّ بَرْداً وَ سَلاماً، ثم ان موسى عليه السلام أثنى على ربه عز و جل فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليما و جعل هلاك آل فرعون و نجاة بني إسرائيل على يدي و جعل من امتي قوما يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ، ثم أن داود عليه السلام اثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي جعل لي ملكا عظيما، و علمني الزبور و ألان لي الحديد و سخر لي الجبال يسبحن و الطير و أعطاني الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ، ثم أن سليمان عليه السلام اثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي سخر لي الرياح و سخر لي الشياطين يعملون ما شئت مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ و علمني منطق الطير و آتاني من كل شي‏ء فضلا و سخر لي جنود الشياطين و الإنس و الطير و فضلني على كثير من عباده المؤمنين و آتاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعدي و جعل ملكي ملكا طيبا ليس فيه حساب، ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي جعلني كلمته و جعل مثلي مثل آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و علمني الكتاب و الحكمة و التوراة و الإنجيل و جعلني أخلق مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ و جعلني أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْيِ الْمَوْتى‏ بِإِذْنِ اللَّهِ و رفعني و طهرني و أعاذني و أمي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ فلم يكن للشيطان علينا سبيل. ثم إن محمدا صلى الله عليه و سلم أثنى على ربه عز و جل فقال: «كلكم أثنى على ربه و اني مثن على ربي» قال: الحمد لله الذي أرسلني رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ و كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً و أنزل علىّ الفرقان فيه تبيان لكل شي‏ء و جعل أمتي خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ و جعل أمتي أمة وسطا و جعل أمتي هم الأولون و الآخرون و شرح لي صدري و وضع عني وزري، و رفع لي ذكري و جعلني فاتحا و خاتما، فقال إبراهيم عليه السلام: بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه و سلم، ثم «أتى بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها فأتى بإناء منها فيه ماء فقيل: اشرب فشرب منه يسيرا ثم رفع اليه اناء آخر فيه لبن فقيل اشرب فشرب منه حتى روى، ثم رفع إليه إناء آخر فيه الخمر فقيل له اشرب فقال: لا أريده قد رويت، فقال له جبريل عليه السلام أما إنها ستحرم علي أمتك و لو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا قليل ثم صعد بي إلى السماء فاستفتح فقيل: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا محمد قالوا: و قد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ و من خليفة، فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم المجيئ جاء، فدخل فإذا هو برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شي‏ء كما ينقص من خلق الناس، على يمينه باب يخرج منه ريح طيبة و عن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه فرح و ضحك و إذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى و حزن فقلت: يا جبريل، من هذا؟ قال: هذا أبوك آدم و هذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة إذا نظر الى من يدخله من ذريته ضحك و استبشر، و الباب الذي عن شماله باب جهنم إذا نظر إلى من يدخله بكى و حزن ثم صعد بي جبريل عليه السلام الى السماء الثانية، فاستفتح قيل من هذا معك؟ قال: محمد صلى الله عليه و سلم، قالوا: و قد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ و خليفة فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم المجيئ جاء فإذا هو بشابين قال: يا جبريل، من هذان؟ قال: عيسى بن مريم و يحيي بن زكريا فصعد به إلى السماء الثالثة فاستفتح فقالوا: من هذا؟ قال: جبريل قالوا: و من معك؟ قال محمد قالوا: و قد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ و من خليفة فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم المجيئ جاء فدخل فإذا هو برجل قد فضل علي الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر علي سائر الكواكب قال: من هذا يا جبريل؟ قال هذا أخوك يوسف عليه السلام ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قالوا: و من معك؟ قال: محمد قالوا و قد أرسل إليه: قال نعم قالوا حياه الله من أخ و من خليفة فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم المجيئ جاء فدخل فإذا هو برجل قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا إدريس رفعه الله مَكاناً عَلِيًّا ثم صعد إلى السماء الخامسة فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل و من معك؟ قال: محمد قالوا: و قد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: مرحبا به حياه الله من أخ و خليفة فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم المجيئ جاء، ثم دخل فإذا هو برجل جالس و حوله قوم يقص عليهم قال: من هذا يا جبريل و من هؤلاء حوله؟ قال: هذا هارون المحبب و هؤلاء بنو إسرائيل ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح فقيل له من هذا قال جبريل، قيل و من معك؟ قال: محمد قالوا: و قد أرسل إليه قال: نعم قالوا حياه الله من أخ و خليفة فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم: المجيئ جاء، فإذا هو برجل جالس فجاوزه فبكى الرجل قال: يا جبريل من هذا؟ قال: موسى قال: فما له يبكي؟ قال: زعم بنو إسرائيل اني أكرم بني آدم علي الله و هذا رجل من بني آدم قد خلفني في دنيا و انا في أخرى فلو انه بنفسه لم أبال و لكن مع كل نبي أمته ثم صعد به إلى السماء السابعة فاستفتح فقيل من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك؟ قال: محمد، قالوا و قد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ و خليفة فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم المجيئ جاء، فدخل فإذا هو برج أشمط جالس عند باب الجنة على كرسي و عنده قوم جلوس بيص الوجوه أمثال القراطيس و قوم في ألوانهم شي‏ء فقيل هؤلاء الذين في ألوانهم شي‏ء فدخلوا نهرا فاغتسلوا فيه فخرجوا و قد خلص و لم يكن في أبدانهم شي‏ء ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا و قد خلص من ألوانهم شي‏ء ثم خلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا و قد خلصت ألوانهم فسارت مثل ألوان أصحابهم فجاؤوا فجلسوا إلى أصحابهم فقال: يا جبريل، من هذا الأشمط و من هؤلاء بيض الوجوه و من هؤلاء الذين في ألوانهم شي‏ء و ما هذه الأنهار التي دخلوا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم أول من شمط على الأرض و أما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ، و أما هؤلاء الذين في ألوانهم شي‏ء فقوم خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً فتابوا فتاب الله عليهم و أما الأنهار فأولها رحمة الله و الثاني نعمة الله و الثالث سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً، ثم انتهى إلى السدرة ينتهي إليها كل واحد خلا من أمتك على نسك فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى، و هي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها و الورقة منها مغطية للأمة كلها فغشيها نور الخلاق عز و جل و غشيتها الملائكة عليهم السلام أمثال الغربان حين تقع على الشجرة فكلمه الله تعالي عند ذلك فقال له: سل، فقال: اتخذت ابراهيم خليلا و أعطيته ملكا عظيما و كلمت موسى تكليما، و أعطيت داود ملكا عظيما و ألنت له الحديد و سخرت له الجبال و أعطيت سليمان ملكا عظيما و سخرت له الجن و الأنس و الشياطين و سخرت له الرياح و أعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده و علمت عيسى التوراة و الإنجيل و جعلته يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذنك و أعذته و أمه من الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان عليهما سبيل، فقال له ربه عز و جل: و قد اتخذتك خليلا و هو مكتوب في التوراة حبيب الرحمن و أرسلتك إلى الناس كافة بَشِيراً وَ نَذِيراً و شرحت لَكَ صَدْرَكَ و وضعت عَنْكَ وِزْرَكَ رفعت لَكَ ذِكْرَكَ فلا أذكر الا ذكرت معي و جعلت أمتك خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ و جعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي و رسولي و جعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم و جعلتك أول النبيين خلقا و آخرهم بعثا و أولهم يقضى له، و أعطيتك سبعا من المثاني لم أعطها نبيا قبلك، و أعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك و أعطيتك الكوثر و أعطيتك ثمانية أسهم: الإسلام و الهجرة و الجهاد و الصلاة و الصدقة و صوم رمضان و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و جعلتك فاتحا و خاتما قال النبي صلى الله عليه و سلم: «فضلني ربي و أرسلني رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ و كَافَّةً لِلنَّاسِ و بَشِيراً وَ نَذِيراً و ألقى في قلب عدوي الرعب من مسيرة شهر و أحل لي الغنائم و لم تحل لأحد قبلي و جعلت لي الأرض كلها مسجدا و طهورا و أعطيت فواتح الكلام و خواتمه و جوامعه و عرضت على أمتي فلم يخف علي التابع و المتبوع و رأيتهم أتوا علي قوم ينتعلون الشعر و رأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأنما خرمت أعينهم بالمخيط فلم يخف عليّ ما هم لاقون من بعدي و أمرت بخمسين صلاة فلما رجع الى موسى عليه السلام قال: بم أمرت؟ قال: بخمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم فقد لقيت من بني إسرائيل شدة فرجع النبي صلى الله عليه و سلم إلى ربه فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا ثم رجع إلى موسى فقال: بكم أمرت؟ قال: بأربعين قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع فوضع عنه عشرا إلى أن جعلها خمسا قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال: قد رجعت إلى ربي حتى استحيت منه فما أنا براجع إليه قيل له: أما إنك كما صبرت نفسك على خمس صلوات فإنهن يجزين عنك خمسين صلاة و ان كل حسنة بعشر أمثالها فرضي محمد صلى الله عليه و سلم كل الرضا قال و كان موسى عليه السلام من أشدهم عليه حين مر به و خيرهم له حين رجع إليه.»

بحرالعلوم، ج ‏2، ص 299 - 300: «قال الفقيه: أخبرني الثقة بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الليلة التي أسرى به فيها، فقال: «أوتيت بدابّة هي أشبه الدّوابّ بالبغل و هو البراق، و هو الّذي كان يركبه الأنبياء». قال: «فانطلق بي يضع يده عند منتهى بصره، فسمعت نداء عن يميني: يا محمّد على رسلك. فمضيت و لم أعرّج عليه أي ما التفت إليه، ثمّ سمعت نداء عن شمالي فمضيت. ثمّ استقبلتني امرأة عليها من كلّ زينة، فمدّت يديها، و قالت: على رسلك فمضيت و لم ألتفت إليها. ثمّ أتيت البيت المقدس. أو قال: المسجد، فنزلت و أوثقته بالحلقة الّتي كانت الأنبياء يوثقون بها، ثمّ دخلت المسجد فصلّيت، فقلت: يا جبريل سمعت نداء عن يميني، فقال: ذاك داعي اليهوديّة، أما إنّك لو وقفت عليه لتهوّدت أمّتك. فقلت: و سمعت نداء عن شمالي. قال: كان ذلك داعي النّصارى، أما إنّك لو وقفت عليه لتنصّرت أمّتك، و أمّا المرأة كانت الدّنيا تزيّنت لك. أما إنّك لو وقفت عليها لاختارت أمّتك الدّنيا على الآخرة. قال: ثمّ أوتيت بإناءين أحدهما فيه لبن، و الآخر فيه خمر. فقال لي: اشرب أيّهما شئت، فأخذت اللّبن و شربت. فقال أصبت الفطرة، أي أعطيت أمّتك الإسلام. أما إنّك لو أخذت الخمرة لغوت أمّتك. ثمّ جي‏ء بالمعراج الذي تعرج فيه أرواح بني آدم، فإذا هو أحسن ما رأيت، فعرج بنا فيه». و ذكر قصة طويلة فنزل سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِه.»

جامع البيان في تفسير القرآن، ج‏ 15، ص 4 - 5: «حدثنا الربيع بن سليمان، قال: أخبرنا ابن وهب، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، قال: سمعت أنسا يحدثنا عن ليلة المسرى برسول الله صلى الله عليه و سلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه و هو نائم في المسجد الحرام، فقال أولهم: أيهم هو؟ قالا أوسطهم: هو خيرهم، فقال أحدهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك، فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه و النبي صلى الله عليه و سلم تنام عيناه، و لا ينام قلبه. و كذلك الأنبياء تنام أعينهم، و لا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبرئيل عليه السلام، فشق ما بين نحره إلى لبته، حتى فرغ من صدره و جوفه، فغسله من ماء زمزم حتى أنقى جوفه، ثم أتي بطست من ذهب فيه تور محشو إيمانا و حكمة، فحشا به جوفه و صدره و لغاديده، ثم أطبقه ثم ركب البراق، فسار حتى أتى به إلى بيت المقدس فصلى فيه بالنبيين و المرسلين إماما، ثم عرج به إلى السماء الدنيا، فضرب بابا من أبوابها، فناداه أهل السماء: من هذا؟ قال: هذا جبرائيل، قيل: من معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد بعث إليه؟ قال: نعم، قالوا: فمرحبا به و أهلا، فيستبشر به أهل السماء، لا يعلم أهل السماء بما يريد الله بأهل الأرض حتى يعلمهم، فوجد في السماء الدنيا آدم، فقال له جبرائيل: هذا أبوك، فسلم عليه، فرد عليه، فقال: مرحبا بك و أهلا يا بني، فنعم الابن أنت، ثم مضى به إلى السماء الثانية، فاستفتح جبرائيل بابا من أبوابها، فقيل: من هذا؟ فقال: جبرائيل، قيل: و من معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم قد أرسل اليه، فقيل: مرحبا به و أهلا، ففتح لهما فلما صعد فيها فإذا هو بنهرين يجريان، فقال: ما هذان النهران يا جبرائيل؟ قال: هذا النيل و الفرات عنصرهما ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبرائيل بابا من أبوابها، فقيل: من هذا؟ قال: جبرائيل، قيل: و من معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد بعث إليه؟ قال: نعم قد بعث إليه، قيل: مرحبا به و أهلا، ففتح له فإذا هو بنهر عليه قباب و قصور من لؤلؤ و زبرجد و ياقوت، و غير ذلك ما لا يعلمه إلا الله، فذهب يشم ترابه، فإذا هو مسك أذفر، فقال: يا جبرائيل ما هذا النهر؟ قال: هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك في الآخرة ثم عرج به إلى الرابعة، فقالوا به مثل ذلك ثم عرج به إلى الخامسة، فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السادسة، فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السابعة، فقالوا له مثل ذلك، و كل سماء فيها أنبياء قد سماهم أنس، فوعيت منهم إدريس في الثانية، و هارون في الرابعة، و آخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، و إبراهيم في السادسة، و موسى في السابعة بتفضيل كلامه الله، فقال موسى: رب لم أظن أن يرفع علي أحد ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء سدرة المنتهى، و دنا باب الجبار رب العزة، فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما شاء، و أوحى الله فيما أوحى خمسين صلاة على أمته كل يوم و ليلة، ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه، فقال: يا محمد ماذا عهد إليك ربك؟ قال:" عهد إلي خمسين صلاة على أمتي كل يوم و ليلة" قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك، فارجع فليخفف عنك و عنهم، فالتفت إلى جبرائيل كأنه يستشيره في ذلك، فأشار إليه أن نعم، فعاد به جبرائيل حتى أتى الجبار عز وجل و هو مكانه، فقال:" رب خفف عنا، فإن أمتي لا تستطيع هذا"، فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلى موسى عليه السلام فاحتبسه، فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات، ثم احتبسه عند الخمس، فقال: يا محمد قد و الله راودت بني إسرائيل على أدنى من هذه الخمس، فضعفوا و تركوه، فأمتك أضعف أجسادا و قلوبا و أبصارا و أسماعا، فارجع فليخفف عنك ربك، كل ذلك يلتفت إلى جبرئيل ليشير عليه، و لا يكره ذلك جبرئيل، فرفعه عند الخمس، فقال:" يا رب إن أمتي ضعاف أجسادهم و قلوبهم و أسماعهم و أبصارهم، فخفف عنا"، قال الجبار جل جلاله: يا محمد، قال:" لبيك و سعديك"، فقال: إني لا يبدل القول لدي كما كتبت عليك في أم الكتاب، و لك بكل حسنة عشر أمثالها، و هي خمسون في أم الكتاب، و هي خمس عليك فرجع إلى موسى، فقال: كيف فعلت؟ فقال:" خفف عني، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها"، قال: قد و الله راودني بني إسرائيل على أدنى من هذا فتركوه فارجع فليخفف عنك أيضا، قال:" يا موسى قد و الله استحييت من ربي مما أختلف إليه.»

الامالی، ص 448 - 449: «حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ع قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ ص إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَمَلَهُ‏ جَبْرَئِيلُ‏ عَلَى‏ الْبُرَاقِ‏ فَأَتَيَا بَيْتَ‏ الْمَقْدِسِ‏ وَ عَرَضَ إِلَيْهِ مَحَارِيبَ الْأَنْبِيَاءِ وَ صَلَّى بِهَا وَ رَدَّهُ فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي رُجُوعِهِ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ وَ إِذَا لَهُمْ مَاءٌ فِي آنِيَةٍ وَ قَدْ أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ وَ كَانُوا يَطْلُبُونَهُ فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ وَ أَهْرَقَ بَاقِيَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ لِقُرَيْشٍ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ قَدْ أَسْرَى بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ أَرَانِي آثَارَ الْأَنْبِيَاءِ وَ مَنَازِلَهُمْ وَ إِنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ قَدْ أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ فَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهِمْ وَ أَهْرَقْتُ بَاقِيَ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ قَدْ أَمْكَنَتْكُمُ الْفُرْصَةُ مِنْهُ فسألوه [فَاسْأَلُوهُ‏] كَمِ الْأَسَاطِينُ فِيهَا وَ الْقَنَادِيلُ فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَاهُنَا مَنْ قَدْ دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصِفْ لَنَا كَمْ أَسَاطِينُهُ وَ قَنَادِيلُهُ وَ مَحَارِيبُهُ فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ فَعَلَّقَ صُورَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ تُجَاهَ وَجْهِهِ فَجَعَلَ يُخْبِرُهُمْ بِمَا يَسْأَلُونَهُ عَنْهُ فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ قَالُوا حَتَّى يَجِي‏ءَ الْعِيرُ وَ نَسْأَلَهُمْ عَمَّا قُلْتَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص تَصْدِيقُ ذَلِكَ أَنَّ الْعِيرَ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ- يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى الْعَقَبَةِ وَ يَقُولُونَ هَذِهِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ السَّاعَةَ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الْعِيرُ حِينَ طَلَعَ الْقُرْصُ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ فَسَأَلُوهُمْ عَمَّا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالُوا لَقَدْ كَانَ هَذَا ضَلَّ جَمَلٌ لَنَا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ وَضَعْنَا مَاءً فَأَصْبَحْنَا وَ قَدْ أُهْرِيقَ الْمَاءُ فَلَمْ يَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلَّا عُتُوّاً.»

التبيان في تفسير القرآن، ج ‏6، ص 446: «قال الحسن: صلى النبي صلّى اللَّه عليه و سلم المغرب في المسجد الحرام. ثم أسري به الى بيت المقدس في ليلة ثم رجع، فصلى الصبح في المسجد الحرام، فلما اخبر به المشركين كذبوا ذلك، و قالوا: يسير مسيرة شهر في ليلة واحدة؟! و جعلوا يسألون عن بيت المقدس و ما رأى في طريقه، فوصفه لهم شيئاً شيئاً بما يعرفونه ثم أخبرهم انه رأى في طريقه قعباً مغطاً مملوءاً ماء فشرب الماء كله ثم غطاه كما كان، و وصف لهم صفة إبل كانت لهم في طريق الشام تحمل المتاع، فقال تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق، فقعدوا في ذلك اليوم يستقبلونها، فقال قائل منهم: هذه و اللَّه الشمس قد أشرقت، و لم تأت و قال آخر هذا و اللَّه العير يقدمها جمل أورق، كما ذكر محمد، فكان ذلك معجزة له باهرة، و دلالة واضحة لو لا العناد، و كان نفس الاسراء حجة له صلّى اللَّه عليه و سلم لا انه يحتاج إلى دلالة كغيره، و لذلك قال تعالى «لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا».

و ذكره الجبائي ايضاً: انه عرج به في تلك الليلة الى السماء و أت حتى بلغ سدرة المنتهى في السماء السابعة، و أراه اللَّه من آيات السموات و الأرض ما ازداد به معرفة و يقيناً، و كان ذلك في يقظته دون منامه، و الذي يشهد به القرآن الاسراء من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى، و الباقي يعلم بالخبر.»

الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج ‏6، ص 55: «روى قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «بينما أنا في المسجد الحرام في الحجر عند البيت بين النائم و اليقظان إذ أتاني جبرئيل بالبراق ...» و قال الآخرون: عرج برسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم من دار أم هاني بنت أبي طالب أخت علي (رضي اللّه عنه) و زوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي.

روى الكلبي عن أبي صالح عن باذان عن أم هاني بنت أبي طالب أنها كانت تقول: ما أسرى رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم إلّا و هو في بيتي نائم عندي تلك الليلة فصلى في بيتي العشاء الآخرة فصليت معه، ثمّ قمت فنمت و تركته في مصلاه فلم انتبه حتّى أنبهني لصلاة الغداة، قال: «قومي يا أم هاني أحدثك العجب». فقلت: كل حديثك العجب بأبي أنت و أمي فقام و صلى الغداة فصليت معه فلما انصرف قال: «يا أم هاني لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بعد نومك ثمّ أتاني جبرئيل و أنا في مصلاي هذا فقال: يا محمّد أخرج فخرجت إلى الباب فإذا بملك راكب على دابة فقال لي: اركب فركبت فسارت بي إلى بيت المقدس، فإذا أتيت على واد طالت يدا الدابة و قصرت رجلاها، فإذا أتيت على عقبة طالت رجلاها و قصرت يداها حتّى إذا انتهيت إلى بيت المقدس فصليت فيه ثمّ صليت صلاة الغداة معكم الآن كما تروني».»

تفسير القرآن العظيم (ابن كثير)، ج‏ 5، ص 4 - 5: «قال الإمام أبو عبد اللّه البخاري: حدثني عبد العزيز بن عبد اللّه، حدثنا سليمان- هو ابن بلال- عن شريك بن عبد اللّه قال: سمعت أنس بن مالك يقول ليلة أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من مسجد الكعبة: إنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه و هو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم، فقال آخرهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه و تنام عينه و لا ينام قلبه- و كذلك الأنبياء تنام أعينهم و لا تنام قلوبهم- فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره و جوفه، فغسله من ماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه، ثم أتى بطست من ذهب فيه تور من ذهب محشو إيمانا و حكمة فحشا به صدره و لغاديده- يعني عروق حلقه- ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا، فضرب بابا من أبوابها، فناداه أهل السماء: من هذا؟ فقال: جبريل، قالوا: و من معك؟ قال: معي محمد، قالوا: و قد بعث إليه؟ قال: نعم، قالوا: فمرحبا به و أهلا، يستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء بما يريد اللّه به في الأرض حتى يعلمهم، فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلم عليه ورد عليه آدم فقال: مرحبا و أهلا بابني نعم الابن أنت، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان فقال: «ما هذان النهران يا جبريل؟» قال: هذان النيل و الفرات عنصرهما. ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ و زبرجد، فضرب بيده فإذا هو مسك أذفر فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي خبأه لك ربك. ثم عرج به إلى السماء الثانية فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الملائكة الأولى: من هذا؟ قال: جبريل. قالوا: و من معك؟ قال: محمد صلّى اللّه عليه و سلّم. قالوا: و قد بعث إليه؟ قال: نعم. قالوا: مرحبا به و أهلا، ثم عرج به إلى السماء الثالثة فقالوا له مثل ما قالت الأولى و الثانية، ثم عرج به إلى السماء الرابعة فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السماء الخامسة فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السماء السادسة فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك، كل سماء فيها أنبياء قد سماهم فوعيت منهم إدريس في الثانية و هارون في الرابعة و آخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، و إبراهيم في السادسة و موسى في السابعة بتفضيل كلام اللّه تعالى، فقال موسى: رب لم أظن أن يرفع علي أحد، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا اللّه عز و جل حتى جاء سدرة المنتهى، و دنا الجبار رب العزة فتدلى، حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى اللّه إليه فيما يوحي خمسين صلاة على أمتك كل يوم و ليلة. ثم هبط به حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال: يا محمد ماذا عهد إليك ربك؟ قال: «عهد إلي خمسين صلاة كل يوم و ليلة» قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف عنك ربك و عنهم. فالتفت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك فأشار جبريل أن نعم إن شئت، فعلا به إلى الجبار تعالى و تقدس فقال و هو في مكانه: «يا رب خفف عنا فإن أمتي لا تستطيع هذا» فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلى موسى فاحتبسه، فلم يزل يرده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات، ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال: يا محمد و اللّه لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه، فأمتك أضعف أجسادا و قلوبا و أبدانا و أبصارا و أسماعا، فارجع فليخفف عنك ربك، كل ذلك يلتفت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى جبريل ليشير عليه و لا يكره ذلك جبريل. فرفعه عند الخامسة فقال «يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم و قلوبهم و أسماعهم و أبصارهم و أبدانهم فخفف عنا» فقال الجبار تبارك و تعالى: يا محمد. قال «لبيك و سعديك» قال: إنه لا يبدل القول لدي كما فرضت عليك في أم الكتاب، فكل حسنة بعشر أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب، و هي خمس عليك، فرجع إلى موسى فقال: كيف فعلت؟ فقال «خفف عنا أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها» قال موسى: قد و اللّه راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه، فارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضا. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «يا موسى قد و اللّه استحييت من ربي عز و جل مما أختلف إليه» قال: فاهبط باسم اللّه. قال: و استيقظ و هو في المسجد الحرام.»

مستند 2

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج ‏6، ص 609: «ما يقطع على صحته لتواتر الأخبار به و إحاطة العلم بصحته... فأما الأول المقطوع به فهو أنه أسري به على الجملة.»

معالم التنزيل في تفسير القرآن، ج ‏3، ص 105: «و الأكثرون على أنه أسرى بجسده [و روحه‏] في اليقظة و تواترت الأخبار الصحيحة على ذلك.»

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج ‏3، ص 434: «و وقع الإسراء في جميع مصنفات الحديث، و روي عن الصحابة في كل أقطار الإسلام فهو من المتواتر بهذا الوجه.»

الميزان في تفسير القرآن، ج ‏13، ص 32: «و الذي ينبغي أن يقال أن أصل الإسراء مما لا سبيل إلى إنكاره فقد نص عليه القرآن و تواترت عليه الأخبار عن النبي ص و الأئمة من أهل بيته ع.»

فقه السيرة (للبوطي)، ص 115: «و من ذلك حديث الإسراء و المعراج الذي نسوق هذا البحث بمناسبته و هو حديث متفق عليه لا تنكر قطعية ثبوته، و هو بإجماع جماهير المسلمين من أبرز معجزاته.»

التفسیر الکبیر، ج ‏20، ص 296: «و أما الخبر فهو الحديث المروي في الصحاح و هو مشهور و هو يدل على الذهاب من مكة إلى بيت المقدس، ثم منه إلى السموات.»

البرهان في علوم القرآن، ج 1، ص 201: «سُورَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَكِّيَّةٌ غَيْرَ قَوْلِهِ: {وَإِنْ كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك} يَعْنِي ثَقِيفًا وَلَهُ قِصَّةٌ.»

 التمهید فی علوم القرآن، ج 1، ص 188: «سورة الإسراء: مکیّة.»

تفسير مقاتل بن سليمان، ج ‏2، ص 513: «قبل الهجرة بسنة و فرضت عليه الصلوات الخمس تلك الليلة.»

دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة، ج ‏2، ص 354: «حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: «أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنة».»

الكامل في التاريخ، ص 51: «اختلف الناس في وقت المعراج، فقيل: كان قبل الهجرة بثلاث سنين، و قيل: بسنة واحدة.»

دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة، ج ‏2، ص 354: «باب الإسراء برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى و ما ظهر في ذلك من الآيات‏ قال اللّه عز و جل: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير. أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، قال: أخبرنا أبو بكر بن عتاب العبدي، قال: حدّثنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة. و أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: «أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنة».»

البداية و النهاية، ج ‏3، ص 109 - 110: «قد ذكرنا الأحاديث الواردة في ذلك مستقصاة عند قوله تعالى سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. فلتكتب من هناك على ما هي عليه من الأسانيد و العزو، و الكلام عليها و معها ففيها مقنع و كفاية و للَّه الحمد و المنة.

و لنذكر ملخص كلام ابن إسحاق رحمه اللَّه فإنه قال بعد ذكر ما تقدم من الفصول: ثم أسرى برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى- و هو بيت المقدس من إيلياء- و قد فشا الإسلام بمكة في قريش و في القبائل كلها. قال و كان من الحديث فيما بلغني عن مسراه صلّى اللَّه عليه و سلّم عن ابن مسعود و أبى سعيد و عائشة و معاوية و أم هانئ بنت أبى طالب رضى اللَّه عنهم و الحسن بن أبى الحسن و ابن شهاب الزهري و قتادة و غيرهم من أهل العلم ما اجتمع في هذا الحديث كل يحدث عنه بعض ما ذكر لي من أمره و كان في مسراه صلّى اللَّه عليه و سلّم و ما ذكر لي منه بلاء، و تمحيص و أمر من أمر اللَّه و قدرته و سلطانه فيه عبرة لأولى الألباب، و هدى و رحمة و ثبات لمن آمن و صدق و كان من أمر اللَّه على يقين، فاسرى به كيف شاء و كما شاء ليريه من آياته ما أراد حتى عاين ما عاين من أمره و سلطانه العظيم و قدرته التي يصنع بها ما يريد. و كان عبد اللَّه بن مسعود فيما بلغني يقول: أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم بالبراق و هي الدابة التي كانت تحمل عليها الأنبياء قبله، تضع حافرها في موضع منتهى طرفها فحمل عليها ثم خرج به صاحبه يرى الآيات فيما بين السماء و الأرض حتى انتهى إلى بيت المقدس فوجد فيه إبراهيم و موسى و عيسى في نفر من الأنبياء قد جمعوا له فصلى بهم ثم أتى بثلاثة آنية من لبن و خمر، و ماء. فذكر أنه شرب إناء اللبن، فقال لي جبريل هديت و هديت أمتك. و ذكر ابن إسحاق في سياق الحسن البصري مرسلا أن جبريل أيقظه ثم خرج به إلى باب المسجد الحرام فأركبه‏ البراق و هو دابة أبيض بين البغل و الحمار و في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه يضع حافره في منتهى طرفه، ثم حملني عليه ثم خرج معى لا يفوتني و لا أفوته. قلت: و في الحديث و هو عن قتادة فيما ذكره ابن إسحاق أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم لما أراد ركوب البراق شمس به فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال ألا تستحي يا براق مما تصنع، فو اللَّه ما ركبك عبد للَّه قبل محمد أكرم عليه منه. قال فاستحى حتى ارفض عرقا ثم قر حتى ركبته. قال الحسن في حديثه فمضى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و مضى معه جبريل حتى انتهى به إلى بيت المقدس فوجد فيه إبراهيم و موسى و عيسى في نفر من الأنبياء فأمهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فصلى بهم، ثم ذكر اختياره إناء اللبن على إناء الخمر و قول جبريل له هديت و هديت أمتك، و حرمت عليكم الخمر. قال ثم انصرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم إلى مكة فأصبح يخبر قريشا بذلك فذكر أنه كذبه أكثر الناس و ارتدت طائفة بعد إسلامها، و بادر الصديق إلى التصديق و قال إني لا صدقه في خبر السماء بكرة و عشية أ فلا أصدقه في بيت المقدس و ذكر أن الصديق سأله عن صفة بيت المقدس فذكرها له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم قال فيومئذ سمى أبو بكر الصديق. قال الحسن و أنزل اللَّه في ذلك وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ الآية. و ذكر ابن إسحاق فيما بلغه عن أم هانئ. أنها قالت: ما أسرى برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم الا من بيتي نام عندي تلك الليلة بعد ما صلّى العشاء الآخرة فلما كان قبيل الفجر أهبنا فلما كان الصبح و صلينا معه. قال: «يا أم هاني لقد صليت معكم العشاء الآخرة في هذا الوادي ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم قد صليت الغداة معكم الآن كما ترين» ثم قام ليخرج فأخذت بطرف ردائه فقلت يا نبي اللَّه لا تحدث بهذا الحديث الناس فيكذبونك و يؤذونك. قال: «و اللَّه لأحدثنهموه» فأخبرهم فكذبوه. فقال و آية ذلك أنى مررت بعير بنى فلان بوادي كذا و كذا، فانفرهم حس الدابة فندلّهم بعير فدللتهم عليه و أنا متوجه إلى الشام، ثم أقبلت حتى إذا كنت بصحنان مررت بعير بنى فلان فوجدت القوم نياما و لهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشي‏ء فكشفت غطاءه و شربت ما فيه، ثم غطيت عليه كما كان. و آية ذلك أن عيرهم تصوب الآن من ثنية التنعيم البيضاء يقدمها جمل أورق عليه غرارتان إحداهما سوداء و الأخرى برقاء. قال فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أول من الجمل الّذي وصف لهم، و سألوهم عن الإناء و عن البعير فأخبروهم كما ذكر صلوات اللَّه و سلامه عليه.»

السيرة النبوية (لابن هشام)، ج ‏1، ص 396: «ذكر الإسراء و المعراج‏ قال ابن هشام: حدثنا زياد بن عبد اللَّه البكائي عن محمد بن إسحاق المطّلبي قال: ثم أسرى برسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، و هو بيت المقدس من إيلياء، و قد فشا الإسلام بمكة في قريش، و في القبائل كلها.»

أنساب الأشراف، ج ‏1، ص 255: «قالوا: و أسرى برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، و هو مسجد بيت المقدس، قبل الهجرة بسنة. و يقال: بثمانية عشر شهرا.»

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج ‏6، ص 609 - 611: «قيل نزلت الآية في إسرائه و كان ذلك بمكة صلى المغرب في المسجد الحرام ثم أسري به في ليلته ثم رجع فصلى الصبح في المسجد الحرام فأما الموضع الذي أسري إليه أين كان فإن الإسراء إلى بيت المقدس و قد نطق به القرآن و لا يدفعه مسلم و ما قاله بعضهم إن ذلك كان في النوم فظاهر البطلان إذ لا معجز يكون فيه و لا برهان و قد وردت روايات كثيرة في قصة المعراج في عروج نبينا ص إلى السماء و رواه كثير من الصحابة مثل ابن عباس و ابن مسعود و أنس و جابر بن عبد الله و حذيفة و عائشة و أم هاني و غيرهم عن النبي ص و زاد بعضهم و نقص بعض و تنقسم جملتها إلى أربعة أوجه (أحدها) ما يقطع على صحته لتواتر الأخبار به و إحاطة العلم بصحته (و ثانيها) ما ورد في ذلك مما تجوزه العقول و لا تأباه الأصول فنحن نجوزه ثم نقطع على أن ذلك كان في يقظته دون منامه (و ثالثها) ما يكون ظاهره مخالفا لبعض الأصول إلا أنه يمكن تأويلها على وجه يوافق المعقول فالأولى أن ناوله على ما يطابق الحق و الدليل (و رابعها) ما لا يصح ظاهره و لا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد فالأولى أن لا نقبله فأما الأول المقطوع به فهو أنه أسري به على الجملة و أما الثاني فمنه ما روي أنه طاف في السماوات و رأى قوما في الجنة يتنعمون فيها و قوما في النار يعذبون فيها فيحمل على أنه رأى صفتهم أو أسماءهم (و أما) الرابع فنحو ما روي أنه ص كلم الله سبحانه جهرة و رآه و قعد معه على سريره و نحو ذلك مما يوجب ظاهره التشبيه و الله سبحانه يتقدس عن ذلك و كذلك ما روي أنه شق بطنه و غسله لأنه ص كان طاهرا مطهرا من كل سوء و عيب و كيف يطهر القلب و ما فيه من الاعتقاد بالماء فمن جملة الأخبار الواردة في قصة المعراج ما روي أن النبي ص قال أتاني جبرائيل (ع) و أنا بمكة فقال قم يا محمد فقمت معه و خرجت إلى الباب فإذا جبرائيل و معه ميكائيل و إسرافيل فأتى جبرائيل (ع) بالبراق و كان فوق الحمار و دون البغل خده كخد الإنسان و ذنبه كذنب البقر و عرفه كعرف الفرس و قوائمه كقوائم الإبل عليه رحل من الجنة و له جناحان من فخذيه خطوة منتهى طرفه فقال اركب فركبت و مضيت حتى انتهيت إلى بيت المقدس ثم ساق الحديث إلى أن قال فلما انتهيت إلى بيت المقدس إذا ملائكة نزلت من السماء بالبشارة و الكرامة من عند رب العزة و صليت في بيت المقدس و في بعضها بشر لي إبراهيم في رهط من الأنبياء ثم وصف موسى و عيسى ثم أخذ جبرائيل (ع) بيدي إلى الصخرة فأقعدني عليها فإذا معراج إلى السماء لم أر مثلها حسنا و جمالا فصعدت إلى السماء الدنيا و رأيت عجائبها و ملكوتها و ملائكتها يسلمون علي ثم صعد بي جبرائيل إلى السماء الثانية فرأيت فيها عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت فيها يوسف ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فرأيت فيها إدريس ثم صعد به إلى السماء الخامسة فرأيت فيها هارون ثم صعد بي إلى السماء السادسة فإذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض و فيها الكروبيون ثم صعد بي إلى السابعة فأبصرت فيها خلقا و ملائكة و في حديث أبي هريرة رأيت في السماء السادسة موسى و رأيت في السماء السابعة إبراهيم (ع) قال ثم جاوزناها متصاعدين إلى أعلى عليين و وصف ذلك إلى أن قال ثم كلمني ربي و كلمته و رأيت الجنة و النار و رأيت العرش و سدرة المنتهى ثم رجعت إلى مكة فلما أصبحت حدثت به بالناس فكذبني أبو جهل و المشركون و قال مطعم بن عدي أ تزعم أنك سرت مسيرة شهرين في ساعة أشهد أنك كاذب قالوا ثم قالت قريش أخبرنا عما رأيت فقال مررت بعير بني فلان و قد أضلوا بعيرا لهم و هم في طلبه و في رحلهم قعب مملوء من ماء فشربت الماء ثم غطيته كما كان فسألوهم هل وجدوا الماء في القدح قالوا هذه آية واحدة قال و مررت بعير بني فلان فنفرت بكرة فلان فانكسرت يدها فسألوهم عن ذلك فقالوا هذه آية أخرى قالوا فأخبرنا عن عيرنا قال مررت بها بالتنعيم و بين لهم إجمالها و هيئاتها و قال تقدمها جمل أورق عليه قرارتان محيطتان و يطلع عليكم عند طلوع الشمس قالوا هذه آية أخرى ثم خرجوا يشتدون نحو التيه و هم يقولون لقد قضى محمد بيننا و بينه قضاء بينا و جلسوا ينتظرون متى تطلع الشمس فيكذبوه فقال قائل و الله إن الشمس قد طلعت و قال آخر و الله هذه الإبل قد طلعت يقدمها بعير أورق فبهتوا و لم يؤمنوا و في تفسير العياشي بالإسناد عن أبي بكر عن أبي عبد الله (ع) قال لما أسري برسول الله ص إلى السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملائكة إلا استبشر قال ثم مر بملك حزين كئيب فلم يستبشر به فقال يا جبرائيل ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا الملك فمن هذا فقال هذا مالك خازن جهنم و هكذا جعله الله قال فقال له النبي ص يا جبرائيل اسأله أن يرينيها قال فقال جبرائيل (ع) يا مالك هذا محمد رسول الله ص و قد شكا إلي فقال ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا فأخبرته أن هكذا جعله الله و قد سألني أن أسألك أن تريه جهنم قال فكشف له عن طبق من أطباقها قال فما رئي رسول الله ص ضاحكا حتى قبض و عن أبي بصير قال سمعته يقول إن جبرائيل احتمل رسول الله حتى انتهى به إلى مكان من السماء ثم تركه و قال له ما وطأ نبي قط مكانك.»

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج ‏3، ص 434: «و وقع الإسراء في جميع مصنفات الحديث، و روي عن الصحابة في كل أقطار الإسلام فهو من المتواتر بهذا الوجه، و ذكر النقاش عمن رواه عشرين صحابيا، فروى جمهور الصحابة و تلقى جل العلماء منهم أن الإسراء كان بشخصه صلى اللّه عليه و سلم، و أنه ركب البراق من مكة و وصل إلى بيت المقدس و صلى فيه، و روى حذيفة و غيره أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم ينزل عن البراق في بيت المقدس و لا دخله، قال حذيفة و لو صلى فيه لكتبت عليكم الصلاة فيه، و أنه ركب البراق بمكة و لم ينزل عنه حتى انصرف إلى بيته، إلا في صعوده إلى السماء.»

فتح القدير، ج ‏3، ص 248: «و قد أخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه، قال: أسري بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسنة. و أخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب قال: أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنة. و أخرج البيهقي عن عروة مثله. و أخرج البيهقي أيضا عن السدّي قال: أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبل مهاجرته بستة عشر شهرا.»

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، ج ‏8، ص 7: «فقد أخرج الشيخان و الترمذي و النسائي من حديث أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بينا أنا في الحجر- و في رواية- في الحطيم بين النائم و اليقظان إذ أتاني آت فشق ما بين هذه إلى هذه فاستخرج قلبي فغسله ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل و فوق الحمار أبيض يقال له البراق فحملت عليه» الحديث، و في بعض الروايات أنه جاءه جبريل و ميكائيل عليهما السلام و هو مضطجع في الحجر بين عمه حمزة و ابن عمه جعفر فاحتملته الملائكة عليهم السلام و جاؤوا به إلى زمزم فألقوه على ظهره و شق جبريل صدره من ثغرة نحره إلى أسفل بطنه بغير آلة و لا سيلان دم و لا وجود ألم ثم قال لميكائيل: ائتني بطست من ماء زمزم فأتاه به فاستخرج قلبه الشريف و غسله ثلاث مرات ثم أعاده إلى مكانه و ملأه إيمانا و حكمة و ختم عليه ثم خرج به إلى باب المسجد فإذا بالبراق مسرجا ملجما فركبه الخبر.»

محاسن التأويل، ج ‏6، ص 432: «و في بعض هذه الأخبار: فأخذ، يعني جبريل. بيدي، فعرج بي إلى السماء إلى قوله: ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. و أنه وصل إلى سدرة المنتهى، و أنه دخل الجنة و رأى فيها ما ذكره.»

الميزان في تفسير القرآن، ج ‏13، ص 17: «و في أمالي الصدوق، عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع قال: لما أسري برسول الله ص إلى بيت المقدس- حمله جبرئيل على البراق فأتيا بيت المقدس- و عرض عليه محاريب الأنبياء و صلى بها و رده- فمر رسول الله ص في رجوعه بعير لقريش- و إذا لهم ماء في آنية و قد أضلوا بعيرا لهم و كانوا يطلبونه- فشرب رسول الله ص من ذلك الماء و أهرق باقيه. فلما أصبح رسول الله ص قال لقريش: إن الله جل جلاله قد أسرى بي إلى بيت المقدس- و أراني آثار الأنبياء و منازلهم، و إني مررت بعير لقريش في موضع كذا و كذا- و قد أضلوا بعيرا لهم فشربت من مائهم- و أهرقت باقي ذلك- فقال أبو جهل: قد أمكنتكم الفرصة منه- فاسألوه كم الأساطين فيها و القناديل؟ فقالوا: يا محمد إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس- فصف لنا كم أساطينه و قناديله و محاريبه؟ فجاء جبرئيل فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه- فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه فلما أخبرهم، قالوا: حتى يجي‏ء العير و نسألهم عما قلت، فقال لهم رسول الله ص تصديق ذلك- أن العير يطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق. فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة- و يقولون هذه الشمس تطلع الساعة- فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم العير- حين طلع القرص يقدمها جمل أورق فسألوهم عما قال رسول الله ص- فقالوا: لقد كان هذا: ضل جمل لنا في موضع كذا و كذا، و وضعنا ماء فأصبحنا و قد أهريق الماء- فلم يزدهم ذلك إلا عتوا.»

منابع

  1. ‏آلوسی، محمود بن عبد الله. (۱۴۱۵). روح المعاني في تفسیر القرآن العظیم و السبع المثاني (ج ۱–16). بیروت: دار الکتب العلمية.‬‬
  2. ‏ابن ابی حاتم، عبد الرحمن بن محمد. (۱۴۱۹). تفسیر القرآن العظیم (ج ۱–13). ریاض: مکتبة نزار مصطفی الباز.‬‬
  3. ‏ابن اثیر، علی بن محمد. (۱۳۸۵). الكامل في التاريخ‏ (ج ۱–13). بیروت: دار صادر.‬‬
  4. ‏ابن بابويه، محمد بن على‏. (۱۳۷۶). الامالی (ج ۱–1). تهران: کتابچی.‬‬
  5. ‏ابن عاشور، محمد طاهر. (بی‌تا). التحریر و التنویر (ج ۱–30). بیروت: مؤسسة التاريخ العربي.‬‬
  6. ‏ابن عطیه، عبدالحق بن غالب. (۱۴۲۲). المحرر الوجیز فی تفسیر الکتاب العزیز (ج ۱–6). بیروت: دار الکتب العلمية.‬‬
  7. ‏ابن کثیر، اسماعیل بن عمر. ( بی‌تا). البدایة و النهایة (ج ۱–15). بیروت: دار الفکر.‬‬
  8. ‏ابن کثیر، اسماعیل بن عمر. (۱۴۱۹). تفسیر القرآن العظیم (ج ۱–9). بیروت: دار الکتب العلمية.‬‬
  9. ‏ابن هشام، عبد الملک بن هشام. (بی‌تا). السیرة النبویة (ج ۱–4). بیروت: دار المعرفة.‬‬
  10. ‏الزركشي، بدر الدين. (۱۳۷۶). البرهان في علوم القرآن (ج ۱–4). بیروت: دار المعرفة.‬‬
  11. ‏الصنعاني، عبد الرزاق. (۱۴۱۹). تفسير عبد الرزاق (ج ۱–3). بیروت: دار الكتب العلمية.‬‬
  12. ‏بخاری. (۱۴۲۲). صحیح البخاری (ج ۱–9). بیروت: دار طوق النجاه.‬‬
  13. ‏بغوی، حسین بن مسعود. (۱۴۲۰). معالم التنزیل (ج ۱–5). بیروت: دار إحياء التراث العربي.‬‬
  14. ‏بلاذری، احمد بن یحیی. (۱۴۱۷). أنساب الأشراف (5 جلدی) (ج ۱–5). بیروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.‬‬
  15. ‏بیهقی، احمد بن حسین. (۱۴۰۵). دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشریعة (ج ۱–7). بیروت: دار الکتب العلمية.‬‬
  16. ‏ثعلبی، احمد بن محمد. (۱۴۲۲). الکشف و البیان عن تفسیر القرآن (ج ۱–10). بیروت: دار إحياء التراث العربي.‬‬
  17. ‏رمضان البوطي‏. ( بی‌تا). فقه السیره (ج ۱–1). بیروت: دار الفكر.‬‬
  18. ‏سمرقندی، نصر بن محمد. (بی‌تا). بحر العلوم (ج ۱–3). بیروت: دار الفکر.‬‬
  19. ‏شوکانی، محمد. (۱۴۱۴). فتح القدیر (ج ۱–6). دمشق: دار ابن کثير.‬‬
  20. ‏طباطبایی، محمدحسین. (۱۴۱۷). المیزان في تفسیر القرآن (ج ۱–20). بیروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.‬‬
  21. ‏طبرسی، فضل بن حسن. (۱۳۷۲). مجمع البيان في تفسير القرآن (ج ۱–10). تهران: ناصر خسرو.‬‬
  22. ‏طبری، محمد بن جریر. (۱۴۱۲). جامع البیان فی تفسیر القرآن (ج ۱–30). بیروت: دار المعرفة.‬‬
  23. ‏طوسی، محمد بن حسن. (بی‌تا). التبيان في تفسير القرآن (ج ۱–10). بیروت: دار إحياء التراث العربي.‬‬
  24. ‏عیاشی، محمد بن مسعود. (۱۳۸۰). التفسير (ج ۱–2). تهران: مکتبة العلمية الاسلامية.‬‬
  25. ‏فخر رازی، محمد بن عمر. (۱۴۲۰). التفسیر الکبیر (ج ۱–32). بیروت: دار إحياء التراث العربي.‬‬
  26. ‏قاسمی، جمال‎الدین. (۱۴۱۸). ‏محاسن التأویل (ج ۱–9). بیروت: دار الکتب العلمية.‬‬
  27. ‏قمی، علی بن ابراهیم. (۱۳۶۳). تفسير القمي (ج ۱–2). قم: دار الکتاب.‬‬
  28. ‏محمد هادی معرفت. (۱۴۲۸). التمهید فی علوم القرآن (ج ۱–6). قم: موسسه فرهنگی انتشاراتی التمهيد.‬‬
  29. ‏مقاتل بن سلیمان. (۱۴۲۳). تفسیر مقاتل (ج ۱–5). بیروت: دار إحياء التراث العربي.‬‬

منابع

  1. ترجمه محمدمهدی فولادوند
  2. تفسیر مقاتل، مقاتل بن سلیمان، ج 2، ص 516 - 520‬؛ صحیح البخاری، بخاری، ج 5، ص 52‬؛ تفسير عبد الرزاق، الصنعاني، ج 2، ص 282‬؛ تفسير القمي، قمی، ج 2، ص 3 - 12‬؛ التفسير، عیاشی، ج 2، ص 276 - 277‬؛ تفسیر القرآن العظیم، ابن ابی حاتم، ج 7، ص 2309 - 2315‬؛ بحر العلوم، سمرقندی، ج 2، ص 299 - 300‬؛ جامع البیان، طبری، ج 15، ص 4 - 5‬؛ الامالی، ابن بابويه، ص 448 - 449‬؛ التبيان في تفسير القرآن، طوسی، ج 6، ص 446‬؛ الکشف و البیان، ثعلبی، ج 6، ص 55‬؛ تفسیر القرآن العظیم، ابن کثیر، ج 5، ص 4 - 5
  3. مجمع البيان، طبرسی، ج 6، ص 609‬؛ معالم التنزیل، بغوی، ج 3، ص 105‬؛ المحرر الوجیز، ابن عطیه، ج 3، ص 434‬؛ المیزان، طباطبایی، ج 13، ص 32
  4. التفسیر الکبیر، فخر رازی، ج 20، ص 296
  5. فقه السیره، رمضان البوطي‏، ص 115
  6. البرهان في علوم القرآن، الزركشي، ج 1، ص 201‬؛ التمهید، معرفت، ج 1، ص 188
  7. تفسیر مقاتل، مقاتل بن سلیمان، ج 2، ص 513‬؛ دلائل النبوة، بیهقی، ج 2، ص 354‬؛ الكامل في التاريخ‏، ابن اثیر، ص 51
  8. دلائل النبوة، بیهقی، ج 2، ص 354‬؛ البدایة و النهایة، ابن کثیر، ج 3، ص 109 - 110
  9. السیرة النبویة، ابن هشام، ج 1، ص 396‬؛ أنساب الأشراف، بلاذری، ج 1، ص 255
  10. مجمع البيان، طبرسی، ج 6، ص 609 - 611
  11. المحرر الوجیز، ابن عطیه، ج 3، ص 434
  12. فتح القدیر، شوکانی، ج 3، ص 248
  13. روح المعاني، آلوسی، ج 8، ص 7
  14. ‏محاسن التأویل، قاسمی، ج 6، ص 432
  15. المیزان، طباطبایی، ج 13، ص 17
  16. التحریر و التنویر، ابن عاشور، ج 14، ص 9 - 20

مقالات پیشنهادی

رده مقاله: قرآن
0.00
(یک رای)

نظرات

اضافه کردن نظر شما
اسلامیکا از همه نظرات استقبال می‌کند. اگر شما نمی‌خواهید به صورت ناشناس باشید، ثبت نام کنید یا وارد سامانه شوید.